Friday, September 30, 2011

لا تقرأني

أسطر كلماتً بلا معنى ولا هدف، لأني أعلم أنك لن تقرأها وإن قرأتها فلن تعيها، وإن وعيتها فلن تعبأ بها. لماذا أكتب؟ كي لا يصدأ قلمي وتبلى كلماتي. أكتب لأن ليس لي من بديل. أجلس وحيداً في غرفتي، أصغي لهمس النسيم يشكو لي هموماً أزلية، ولا أعبأ، فهو -النذل- لم ولن ينصت لشكواي أنا.

مازلت أسطر كلماتي، ولو علمت أن عينيك تمر على هذه السطور ما كتبتها، فلا تقرأني.

قد أسير في الطرقات وأخالط الناس، ولكني لا أخرج من غرفتي، أتطلع فقط من تلك النافذة الصغيرة فيها. أين هي؟ وهل تسأل نفسك أين كوكبك من بقية الأجرام؟ يكفيني أن أعرف أنها لن تتركني أبداً؛ فلكم أفتقدت ذلك الإحساس...

لا تقرأني.

غرفتي ليست صغيرة؛ هي -أصلاً- بلا جدران، ولكني أعلم أنها هناك، حولي. آخذها معي حيثما كنت، في بلدي أو في الغربة. لا أخرج منها ولا أدع أحداً يدخلها، إلا شخصاً واحداً وقد أنتهى.

قرأتني فهل وعيتني؟

غرفتي "بتغير عليا" جداً! فهي لا يعنيها أنني وحيد داخلها، بل هي أيضا لا تدع ذلك الإحساس يفارقني حتى في الصحبة. هي تعلم أنني إن وجدت راحةً مع غيرها تركتها... للأبد. فهل أنا اللذي لا أخرج من غرفتي أم هي اللتي لا تفارقني؟

وعيتني فهل عبأت بي؟

حقاً مازلت لا أدري ماذا أكتب ولماذا أكتب. هناك صورة لا أميز ملامحها، ومشاعر تجري في أضلعي لا أعلمها. تركت قلمي يسرد ما يراه، أما أنا فلم أعي ما كتب، ولم أفهمه، ماتزال الصورة مهتزة، بعيدة. قد زادت المشاعر حدة، فهي قرأت سطوري ورأت أنفسها وتحمست. ربما ظنت مشاعري أنها وجدت مشاعراً أخرى تقضي معها بعض الوقت. معذرة يا مشاعري، ولكن لم يكن ذلك سوى انعكاس صورتك في المرآة...

كتبت لكم عبر نافذتي الصغيرة، من غرفتي الكبيرة - سجين نفسي.

Wednesday, September 21, 2011

النسمة الرقيقة
تقفز هي، بين الزهور، تطارد تلك الفراشة الصفراء وهي تضحك. لا تنوى حقا ايذاء الفراشة، هي تظن انهما يلعبان سوياً. ربما الفراشة ظنت ذلك أيضا، فلا يمكن لذلك الكيان الرقيق أن يؤذي، وهذا واضح حتى للفراشة. يراقبها هو من على بعد خطوات، ينظر لها بعيون تفيض بالحنان. يا لحظه، ان يختار قلبها قبله فيصيران واحداً، كلما نبض قبلها بالسعادة رقص قبله طرباً. ولا يستطيع الإبتسام إلا إن ابتسمت هي، كأن عضلات ابتسامتها تتحكم عن بعد في عضلات وجهه. كلما أراد الضحك أضحكها فضحك. أغمض عينيه ليتنسم تيارات الهواء القادمة إليه من جراء قفزاتها فأقشعر جسده كأنما كان هو القافز لا هي. تنظر له مبتسمة فلا تسعه الدنيا، لا يريد من الدنيا شيئاً آخر.