Wednesday, January 5, 2011

كلمة حق


اخوتي المصريين
احييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشهد انه لا اله الا الله وحده لا شريك له
وان محمدا عبده ورسوله
منذ خمسة ايام وقعت احداث مؤسفة في الأسكندرية، وهو حادث تفجير نتج عنه مقتل واصابة الكثير من ابناء وطننا، مسلمين ومسيحيين على السواء
ولقد كان نتاج هذه الاحداث عدة توابع على فئات مختلفة من الشعب، ومعظم هذه التوابع خطيرة ومؤسفة ايضا
ربما القارئ يعلم بعض التوابع لكني غالبا سوف اذكر اشياء لم يفكر فيها، لذلك اطلب صبرك معي
سأبدا اولا بتلخيص المعلوم من التوابع

اولها، غضب الأقباط، ولذلك الغضب عدة ابعاد
1- غضب ضد الحكومة
2- غضب ضد المسلمين
ليس كل الفئات ينطبق عليها كل الابعاد، فأنا اجمع كل الأبعاد اللي رأيتها على فئات مختلفة
وانعكس غضب الاقباط على تواصلهم بالخارج لطلب العدالة من قوى خارجية حتى وجدنا ايطاليا تهدد مصر بقطع المعونة الاوربية عن مصر في حالة عدم توفير الحماية الكافية للأقباط
وبعض صحف فرنسا (قرأتها بنفسي) تتحدث عن حالة الحقد والكره اللتي يشعر بها الأقباط في مصر من المسلمين ويصوروننا على اننا "أمنا الغولة" واننا نكره الأقباط
نقطتي هنا هي : صورة المسلمين في عيون الاقباط والدول الأروبية وامريكا هي صورة الظالمين وصورة اوروبا وامريكا في عيون العالم هي العدل والدفاع عن المظلومين "غصب عن عين المسلمين ولاد ال..."

ثانيا، رد فعل الفئات المختلفة من المسلمين
1- بعضهم وضح رأي الإسلام في الموضوع
2- بعضهم ايد موضوع الدولة المدنية
3- البعض الآخر اكد على حبه للمسيحيين زيهم زي المسلمين وانه مستعد يعمل لهم اي حاجة
4- بعضهم وضع صورة الهلال مع الصليب والبعض الآخر رفض وضعها وآخرون قالوا انها تكفرك اذا وضعتها، والشتائم المتبادلة بين هذه الاطراف

هذه فقط بعض ردود الأفعال وليس كلها
ولكن المشترك بينها ان المسلمين في غالبيتهم يشعرون انهم متهمون ويجب عليهم التوضيح (لمن يعلم منهم) او الاعتذار والإنكار (لمن يجهل منهم)
ورأيت تعليقا من مسلم مرة يقول ان في "اوروبا والدول المتقدمة" لو سألوك على دينك فهذا هو قمة التخلف

-------------

حسنا حتى الآن ذكرت بعض ردود الأفعال، ولكن اكتب الآن تعليقي عليها
وكلامي موجه للمسلمين، وللأقباط الحرية في قراءته ايضا ان ارادوا لأننا لا نخفي شيئا

من الغباء اننا كمسلمين ننتظر رضاء غيرنا عنا
وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿البقرة: ١٢٠﴾

ده اولا
ثانيا
من الجهل ان احنا نخجل من ديننا او نقبل ان احنا نكون موضع اتهام


ثالثا
اتخاذ اوروبا على انها مرجعية العدل والشرف واحنا على اساس انها اس الجهل والتطرف والغباء
هو جهل في حد ذاته
اوروبا مش هي الملاك
هناك منظمة اسمها "اوقفوا اسلمة اوروبا"
تحض على كراهية ومعاداة الإسلام والمسلمين
هذا مجرد مثال واحد ولن اذكر اخرين لأن ليس المجال له
اما بالنسبة لنا فاريد ان اعرف من أي دولة تعايش فيها عدة اديان مختلفة سويا في سلام، في تاريخ العالم كله، قبل الإسلام

رابعا
انقسام المسلمين لن يفيد احدا، سواء وضعت الهلال مع الصليب او ترفضه، فتذكر ان اشغال المسلمين في معارك جانبة في ظل الظروف الراهنة هو عين الغباء
انت حر فيما تفعل لكن لا تبدأ معارك تشغل بها الناس او تنفرهم الآن، وتذكر ان الإسلام لم ينزل كل قواعده وتشريعاته في يوم واحد

خامسا
نحن كمسلمين، نعلم جيدا تعاليم ديننا الحنيف من السماحة والرحمة والسلام
نحن مأمورون بحماية المسيحيين في بلادنا ولا ينهانا الله عن من لم يقاتلنا عن ان نبره ونقسط اليه
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿الممتحنة: ٨﴾

وسواء اوروبا او غيرها يشككون في ذلك، فانه لا يثنينا عنه ولا يؤثر فينا، فنحن نفعل ذلك طاعة لله وارضاء له وليس ارضاء لاوروبا او غيرهم
نحن نعدل مع المسيحيين ولهم ما لنا وعليهم ما علينا تنفيذا لديننا الإسلامي اولا واخيرا وليس تطبيقا لمبادئ الدولة المدنية او غيرها، فالإسلام سبق كل ذلك
وليس في ديننا عيب في ذلك يستوجب الإخفاء ولا التغيير وان كره الكارهون


هذا الكلام للمسلمين اللذين "يستعرون" من دينهم ويرون انه ناقص ويستوجب التغيير وتطبيق مبادئ اخرى مثل الدولة المدنية والقيم الاوروبية بدلا عنه

وهذا الكلام ايضا للأقباط اللذين يظنون ان تطبيق مبادئ الدولة المدنية هي اللتي سوف تضمن لهم العدل بدلا من تطبيق مبادئ الإسلام
واعني بذلك ان الدولة المدنية هي قانون، ومثلها مثل اي قانون لا يمكن تطبيقه الا اذا اراد الرجل ذلك، وبعض الناس ان لم يكون هناك شاهد عليهم لا يطبقون القانون
على عكس الدين، ففي الدين انت دائما مسئول امام الله في كل لحظة، وان امرك الله بالعدل والمساواه فأنت تفعلها في كل وقت ومن قلبك وعن رضا
فتطبيق عدل الإسلام في قلب المسلمين افضل من "اجبارهم" على ذلك بقانون او غيره
فلا يمكن اجبار اي احد على اي شئ

سادسا
الى المسلمين اللذين يريدون تغيير الدولة لتصبح دولة مدنية لأن الإسلام فيه عيب
الى الاقباط اللذين يظنون ان الإضطهاد بسبب الإسلام
الى اوروبا وامريكا وغيرهم ممن يظنون ان الإسلام وحش همجي يستوجب اتخاذ اجراءات لحماية الأقباط في بلاده

اقول لكم
ديننا ليس فيه اسرار
ديننا في العدل والمساواه
وسواء عرفتم ذلك ام لم تعرفوه
بعد ما قرأتم
وسواء اعترفتم به ام لا
نحن نعامل كل الناس, وحتى المخلوقات ما دون البشر، بالرحمة والعدل
ونحن نفعل ذلك لله وابتغاء مرضاته لا ابتغاء مرضاة اوروبا او غيرهم
ولن يخسر الإسلام شيئا دون اعترافكم بذلك ولن يغير عدم اعترافكم عدلنا او مساواتنا

واريد ان اقول
من يهاجم الإسلام عن غير علم، عن جهل، او بعلم وخبث
سواء كان مسلما او غيره
انت الخاسر ان لم تفتح عقلك وتفهم اين الحق من الباطل
ليس الإسلام بمعيوب ليصلح ولا بناقص ليعدل
سيستمر الإسلام برضاك او رغما عن انفك، قويا عزيزا شامخا، والأهم من ذلك، عادلا مساويا راحما