تصطدم البراءة والإخلاص بالواقع عندما يكتشف الطفل حين يكبر أن النية الطيبة وحسن العشرة لا تعني بالضرورة أنه سيحيى حياة كريمة، او حتى يتزوج. حين تفقد البراءة والطيبة مردودهما الاجتماعي والشخصي، حينئذ يجد الشخص نفسه في موقف لا يحسد عليه، عليه أن يختار بين طريقين، أما الألم وأما الغش. وليست كل الآلام سواء؛ فمن الآلام ما يفقد العقل ومنها ما يدمر الفطرة حتى لا يدري الشخص الصواب من الخطأ، وحينها يغش دون قصد. فالمعصوم من عصمه الله، ولا تضمن نفسك إلا إن وثقت في رحمة الله بك واختياره لك. وإن لم يكن تخسر الدنيا والآخرة؛ فكما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحج : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿الحج: ١١﴾ .
عندما يعاني الشخص في صمت ويعلم في داخله أن جبر آلامه ليس في مقدور بشر، فيتردد في الشكوى لأهله وأصحابه فيقلقوا وليس بيدهم شئ. ولكن لا يستحيل على الله شئ، والله سبحانه وتعالي قال في سورة البقرة : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿البقرة: ١٨٦﴾ . فيعلم الفقير إلى الله حاجته إليه، وعجز سائر البشر عنه، فيدير وجهه لله باكياً موقناً أن الأمر لله جميعاً يفعل ما يشاء، ويرزق من يشاء بغير حساب. فإن من الرزق المنع، فكما قال الله تعالي في سورة الزمر : فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿الزمر: ٤٩﴾ . والله يبتلي عباده بالرزق الوفير وبالمنع ايضا، ففي سورة الفجر : فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿١٦﴾ . فيبلتى ذو الرزق على شكره ويبتلى ذو المنع على صبره، وكلاهما ابتلاء.
وليس المنع والعطاء في المال فقط، فهناك الصحة، والبنين، والخوف، والوحدة، وغيرهم، قال تعالى في سورة البقرة : وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة: ١٥٥﴾ . قد يشعر الأنسان أن ابتلاءه أشد من غيره، وهذا في حد ذاته فتنة إساءة الظن بالله، فكلٌ يُبتلى على قدر إيمانه ولا يظلم ربُك أحدا، وإن هذا الظن لَهُو جحود وكِبْر. أنما الحياة الدنيا دار إبتلاء، كلنا في قاعة امتحان كبيرة، أسمها الأرض، وكلنا له أمتحانه، مفصُّلٌ على مقاسه، ويحاسب كل فرد على عمله، بمعزلٍ عن غيره وما فعلوا، ففي سورة مَرْيم : وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿مريم: ٩٥﴾ . فأنظر ظروفك إن كان مجتمعك في ظروف أصعب، أو في ظروف أحسن، ورَ ما تفعل، فإن لم يكن نفس الفعل فأنت على خطأ. فذو العين الواحدة في مجتمع العميان لهو في نعمة، وهو ذاته في مجتمع أصحاب العينين، في بلوة. وليست الأمور دائما بهذه البساطة ولن يعينك على فهم ابتلاءك بصورة صحيحة إلا حسن الظن بالله. فإن أحسنت الظن نجوت وإن كان غير ذلك هلكت.
وللحديث بقية إن شاء الله...
"Beneath this mask there is more than flesh. Beneath this mask there is an idea, Mr. Creedy, and ideas are bulletproof" - V for Vendetta
Monday, June 27, 2011
الصدام مع الواقع
Friday, June 10, 2011
صلاتنا حياتنا، ماذا نتعلم من صلاة الجماعة
في المسجد، عندما تصلي الجماعة، نتعلم أن ندخل في الصلاة ولا يهم كثيراً من هو الإمام. إن جاء وقت الأختيار نقدم أحفظنا واحسنّا قراءة للقرآن، لأنه سيصلي بنا بحفظه وقراءته للقرآن. نتعلم أن نخشع في صلاتنا ونصليها على أكمل وجه سواء كان الأمام صوته جميل أم لا، سواء أطال أو أنجز، وسواء سها أم لم يسهْ.
نتعلم ان نحترم من حولنا وأن لا نأتي الصلاة ورائحتنا غير لطيفة، ونتخذ زينتنا ونتطيب، نراعي من حولنا، بل ونتعاون معهم على اقامة الصفوف وترتيبها.
نتعلم تقدير الكبير والصغير، كلنا سواء امام الله.
تعلمنا الكثير من صلاتنا، فهل طبقناها في حياتنا العلمية ؟ هل طبق طالب الأمارة تقديم من هو افضل منه ؟ هل طبق الأناني مبدأ التعاون مع بقية الزملاء لنصل كلنا للهدف المشترك ؟ نجد من يقول هذه غلطة الحكومة لا تعطينا مرتبات كافية فلا نعمل الا بمقدار ما نأخذ، الا يخشعون في صلاتهم الا لو كان امامهم الشيخ مشاري راشد ؟؟
سبحان الله، نصلي ونطبق كل تلك المبادئ 5 مرات يوميا، كل يوم، ومع ذلك لم نتعلم منها ولا نطبقها، فأي صلاة تلك اللتي نصليها...
Wednesday, June 1, 2011
اربع سنين طالب جامعي، اتعلمت فيهم ايه ؟
المادة الواحدة في الترم عبارة عن 12 محاضرة كل محاضرة 3 ساعات وسكاشن على جمب. بس انسى السكاشن شوية كدة وفكر معايا، تخيل انك حتاخد ال12 محاضرة بدل مرة في الاسبوع، لأ مرة في اليوم… لو قلنا الاسبوع 6 ايام يبقى كدة حتخلص المادة في اسبوعين، صح ؟
كلام جميل. قول بقى انك حتاخد 3 مواد، يعني 3 محاضرات كل يوم، 6 ايام في الأسبوع. كدة في اسبوعين تبقى خلصت 3 مواد. طيب المفروض عشان تتخرج من الكلية تاخد حوالي ما بين 5 او 6 مواد كل ترم، خليهم 5، يعني حوالي 40 مادة. كدة يبقى حتخلصهم في اد ايه ؟ 3 مواد كل اسبوعين، يعني 6 مواد في الشهر، 40 على 6 فيها ال … ثانية اجيب الالة الحاسبة؛ اصلي مش حافظ جدول الضرب … الظاهر 6 شهور وشوية، قول 7 شهور. ده من غير راحة خالص وتنزل 6 ايام في الاسبوع كل يوم 9 ساعات محاضرات غير المواصلات…
تخيل بقى انك عاوز تدرس كل مواد الرياضيات بتاعة قسم رياضة في كلية علوم وكمان كل مواد الفيزياء اللي في كلية علوم. معرفش بصراحة هم كام كورس بس الأكيد ان في مواد كتيرة مشتركة بينهم وبين بعض وبين علوم الحاسب. المهم لو انت قررت تدرس كل المقررات ديه، ممكن الموضوع يندمج والحاجات المشتركة تتلاشى وتقضيها كلها في اقل من 21 شهر؛ قول مثلا 16 شهر بس.
برضه مكملناش 4 سنين. طب فاضل ايه، قول انك حتاخد كل مواد تمهيدي ماجستير في علوم الحاسب والرياضيات والفيزياء، تمهيدي الماجستير سنة، يعني المجموع حوالي 30 مادة لو مفيش مكرر، يبقى كدة حوالي 5 شهور. كدة المجموع كلة 21 شهر.
طب وبعدين ؟ 21 شهر يعني حتى مكملناش سنتين… ده حتى اللي بيتجند ظابط بيقضي وقت اكتر من كدة (وبرضه شغال 6 ايام في الاسبوع!)…
اقولك في السنتين اللي بعدهم قضيها في رسالة ماجستير بس تكون تقيلة، منت دارس 3 تخصصات تقال اهو…
وكدة بقوا 4 سنين،،،
بس اربع سنين عن اربع سنين تفرق، مبروك عليك الشهادة يا خريج يا جديد ….